قم بتنزل تطبيق الحله مباشر من السوق ابلي

اهلا بكم

شناشيل الحلة .. جمال الرقي وزمان الحكايا

Unknown 10:26 ص
الحله مباشر
أكثر المدن أهمية من حيث التصورات الشكلية والزخرفية، هي تلك التي تحفل ببناء شكلي قديم والمتابع لأغلب المدن العراقية من حيث الطراز المعماري، يراها تتخذ طابعاً وموروثاً تتوهج وتتعدد فيه الأشكال الهندسية سواء التصميم الخارجي للبيوت أو الأزقة أو الشوارع. وفي لحظة بصر من حياتنا المشتركة تسقط العين على تشكيلات لمدن تاريخية تهتم بدلالات الصورة الحية لكل بواعث الانتماء لهذه المدن. محمد عبد الجليل شعابث نائب رئيس هيئة الإحياء والتحديث الحضاري في بابل يؤكد ان أغلب الإحياء والمدن الحلية تحمل في أعلى بيوتها (الشناشيل) مثل منطقة "المهدية" وهي مشهورة بهذا النمط ومحلة "الطاك" ومحلة "الجامعين وجبراك" ومناطق أخرى والحقيقة يبدو لنا تاريخياً بان تصميمها مضى عليه أكثر من مئة عام وشيدت بأيدٍ مهرة من النجارين يغلب عليها الطابع الزخرفي، وهي من سمات مرحلة تاريخية معينة من حياتنا الاجتماعية، ولا تزل قائمة وشاخصة ليومنا هذا، ويقال بان بعضاً من النجارين اليهود حينذاك ساهم في تكوينها وصناعتها اضافة لأشخاص مسلمين، لكن الوارد لدينا بان مدينة البصرة هي أقدم من الحلة في هذا المضمار، وهناك بعض الآراء والمعلومات ما يشير إلى أن وجود هذه الشناشيل يرجع للعهد العثماني، وأنت تعلم بالإضافة لشكلها لها خاصية اجتماعية وبيئية، أما عن الاسم فتؤكد أغلب المصادر بان أصل المفردة تركية أو فارسية، وأضاف عبد الجليل: اعتقد بان هذا التكوين المصنوع من الخشب الصاج والجاوي مثير للرؤية وإثارته تكمن في الطابع المعماري حيناً وبالوظيفة الجمالية التي أرساها النجار لتوصل رسالته للناظر من حيث التاريخ مناطق مثل المهدية التي ندور في رحاب أزقتها تبدو الشناشيل متناثرة فيها مصنوعة بدقة ومهارة كبيرة، والمعروف لدينا بان العصر الأموي والعباسي اشتهر بهذا الشكل الفني لكن المحيط الحياتي العراقي لم يشهد مثل هذه الشناشيل إلا متأخراً لكلفتها يوم ذاك الاقتصادية، فلم نجد إلا في بيوت الباشاوات ورجال الاقتصاد والسياسة المهمين من ترى في أعلى داره نافذة من الشناشيل، والحقيقة تقع علينا مسؤولية كبيرة في الحفاظ على هذا الإرث التراثي الذي أرى فيه جمالاً خلاقاً قل نظيره اليوم، لان حرفته تقريباً زالت عن الوجود ولم نجد إلا شبابيك الحديد وكأنها زنزانات وسجون في الدار.















0 التعليقات لــ " شناشيل الحلة .. جمال الرقي وزمان الحكايا "